ولم يكن من الصحابة المحاربين حاضرًا (ساعة الغارة) سوى سلمة بن الأَكوع الذي كان يركب فرسًا لطلحة بن عبيد الله، استعارها منه عند خروجه مع الرعاة استعدادًا للطواريء.
ولما كانت المسافة بين الغابة والمدينة غير قريبة، وأَنه لا بد من إبلاغ النبي القائد وأَصحابه (بسرعة) لكي يسرعوا بالنجدة لاستنقاذ الإبل من مشركي فزارة .. ورأَى سلمة بن الأَكوع أنه من الصعب عليه وحده الالتحام بالمشركين المغيرين لاستخلاص الإِبل منهم .. قرر التخلي عن الفرس التي كان يركبها، واستدعى الراعي الوحيد الذي نجا من القتل، فطلب امتطاء ظهر الجواد والانطلاق بأَقصى سرعة نحو المدينة لإِبلاغ النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر اعتداء ابن حصن على إبله، وطلب النجدة لاستنقاذها.
وفعلا امتطى الراعي (واسمه رباح) - امتطى صهوة جواد ابن الأَكوع وانطلق نحو المدينة يسابق الريح، ولم تكن إلا سويعات قليلة حتى كان في المدينة يصرخ (الفزع الفزع).