وربما كانت مغامرات نفر مصر طلَّاب الزعامة. سببًا في هذه الكارثة التي حلت ببني قريظة ولو أَنَّ حُيي بن أخطب وأضرابه سكنوا في جوار الإسلام وعاشوا على ما أُوتوا من مغانم، ما تعرضوا ولا تعرَّض قومهم لهذا القصاص الخطير.

ثم يتحدث الأُستاذ الغزالى عن ظاهرة لا تزال في كل عصر وزمان، وهي أن الشعوب (فقط) هي التي تدفع الثمن باهظًا لمغامرات قادتها المتهوسين المصابين بمرض حب السيطرة والتحكم فيقول: لكن الشعوب تدفع من دمها ثمنًا فادحًا لأخطاء قادتها، وفي عصرنا هذا دفع الروس والألمان وغيرهم من الشعوب أثمانًا باهظة لأَثَرة الساسة المخدوعين (?).

ولذلك ينعى القرآن على أولئك الرؤساء مطامعهم ومظالمهم التي يحملها غيرهم قبلهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (?) (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ} (?). اهـ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015