كأبيه فَجرى على ذَلِك فَكيف يسوغ لهَؤُلَاء النوكي أَن يَقُولُوا أَن فِي الْمُصحف حرفا زَائِدا أَو نَاقِصا أَو مبدلاً مَعَ هَذَا وَلَقَد كَانَ جِهَاد من حرف الْقُرْآن وَبدل الْإِسْلَام أوكد عَلَيْهِ من قتال أهل الشَّام الَّذين إِنَّمَا خالفوه فِي رَأْي يسير رَأَوْهُ ورأي خلَافَة فَقَط فلاح كذب الرافضة ببرهان لَا محيد عَنهُ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين" " (?).
وقَالَ شَيْخُ الإسلامِ بن تَيْمِيَّة رَحِمَهُ الله تَعَالَى في الصَّارِمُ المَسْلُول: (مَن زَعِمَ أنَّ القُرءَانَ نُقِصَ مِنْه آياتٍ، أوْ كُتِمَت، أوْ زَعَم أنَّ لَهُ تأويلًاتٍ باطنةً تُسْقِطُ الأعمالَ المَشْرُوعَة، فَلا خِلًافَ في كُفْرِهِمْ، ومِنْ زَعَمَ أنَّ الصَّحابَةَ ارْتَدُّوا بعدَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرًا قليلًا لا يبْلُغُونَ بِضْعَةَ عَشْرَ نَفْسًا، أضوْ أنَّهُم فَسَّقُوا عَامَّتَهُم، فَهَذا لَا رَيْبَ أيضًا في كُفْرِهِ، لأنَّهُ مُكَذِّبٌ لِما نَصَّهُ القُرْءان في غَيْرِ مَوضِعٍ من الرِّضَى عَنهُم، والثَّناءِ عَليِهم. بلْ مَنْ يَشُكُّ في كُفْرِ مثلِ هَذا فَإنَّ كُفْرَهُ مُتَعَيِّنٌ، فَإنَّ مضمونَ هذهِ المَقَالًة أنَّ نَقَلَةَ الكتابِ والسُّنَّةِ كُفَّارٌ أَوْ فُسَّاق، وأنَّ هذهِ الآيةَ التي هيَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110]،وَخَيْرُهَا هُوَ القَرْن الأوَّلُ كانَ عامَّتَهُم كُفَّارًا أوْ فُسَّاقًا، ومَْضمُونُها أنَّ هذهِ الأمَّةَ شَرُّ الأُمَمِ، وأنَّ سابِقِي هذه الأمَّة هُم شِرَارُهَا، وكُفْرُ هذا مِمَّا يُعلَمُ بالاضطرارِ مِنْ دينِ الإسْلًامِ). (?)
وقالَ أيضًا عن الرَّافِضَة، إنَّهُم شرٌّ من عامَّةِ أهلِ الأهواءِ، وأَحَقُّ بالقِتالِ من الخوَارِجِ (?).
وَقالَ الإمامُ السَّمْعَانيّ رَحِمَهُ الله في الأنسَابِ: (واجْتَمَعَتْ الأمَّة على تكفيرِ الإماميَّةِ لأنَّهم يعتقدونَ تضليلَ الصحَّابَة، وينكرونَ إجماعَِهَم، وينسِبونهُم إلى ما لا يَليِقُ بهِم (?).
ومنْ عَجيبِ التناقُضَاتِ والمفارَقَاتِ، أنَّ الحكومةَ السّعودِيَّةَ وقِس عَلَيْهَا غَيْرَها ممَّن كانوا يُنادونَ بالعدَاءِ ويُطلِقون التحذيراتِ من الخَطَرَ القادِمِ من الرَّافِضَة، نراهُمُ اليومَ