وكَانَ هُنَاكَ طَبِيْبٌ آَخَر فِيْ "بعقوبة"؛ مَرْكِز مُحَافَظِةِ "ديالى" يَرْفُضُ أَنْ يُعَالِجَ أَيَّ مَرِيضٍ اسْمُهُ "عمر", أَوْ أَيَّةَ مَرِيْضَةٍ اسْمُهَا "عائشة".
وقَدْ قَامَ المُجَاهِدُونَ بِفَضْلِ اللهِ بِمُحَاوَلَةِ اغْتِيالِ هَذَا الرَّافِضِيِّ الخَبِيثِ فَأَطْلَقُوا عَلِيهِ النَّار دَاخِلَ عِيَادَتِهِ فَأُصِيْبَ إِصَابَةً بَالِغَةً فِيْ رَقَبَتِه واسْتَطَاعَ بَعْدَهَا الفِرَارَ إِلَى "إيران".
تاسعاً: إِنَّهُ لا بُدَّ مِنَ التَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ الجَرَائِمَ السِّيَاسِيّةِ فِيْ مَجَالِ الغَدْرِ والاغْتِيَالاتِ عِنْدَ الرَّافِضَةِ لَيْسَت جَرَائِمَ فَرْدِيَّةً ولا عَشْوَائِية, وإِنَّما هِيَ جَرَائِمُ مُعدَّةٌ مِنْ قِبَلِ عُلَمَائِهِم ورُمُوزِهِم ورُؤَسَائِهْم, وتَقُومُ علَى أَسَاسٍ عَقَدِيِّ سِيَاسِيّ, وهِيَ مُرَتّبةُ تَرْتيباً عَسْكَريّاً مُنَظّمَاً, وأَفْرَادُهُ يُعْتَبَرُونَ مِنْ أَهَمِّ فَصَائِلِ وأَجْنِحَة الرَّافِضَة, كَيْفَ لا؟ ودَوْلَتُهُم وحُكْمُهُم ودَعْوَتُهُم لا تَقُولُ إِلا عَلَى عَاتِقِهِم, ولِذَلِكَ فِإِنَّ أَفْرَادَ هَذِهِ الفِرَقِ - فِرَقُ الاغْتِيالات- مُنْتَقُونَ بِعِنَايَةٍ فَائِقَة, ويُنْفَقُ عَلَى إِعْدَادِهِم المَبَالِغُ الطّائِلَة, وهَمْ حَرِيْصُونَ عَلَى أَنْ تَكُونَ ثَقَافَتَهُم عَالِية, وأَنْ تَكُوْنَ لَدِيْهِم مَعْرِفَةٌ بِلُغَاتٍ مُتَعدِّدَة, ولَهُم مُخَصَّصَاتٌ ورَوَاتِبٌ عَالِيَة, بِالإِضَافَة إِلى التَّأثِيْرَاتِ الدِّيْنِيّةِ والإِيْحَاءَاتِ النّفْسِيةِ الدَّافِعَةِ لِتَثْبِيتِهِم عَلَى مَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ جَرَائِمَ حَتَّى يَعْمَدَ إِلَى تَخْدِيْرِهِم مِنَ خِلالِ إِسْقَائِهم الحشِيشَ الأَفْيونَ كَمَا كَانَتْ قَدِيْمَاً جَمَاعةُ الفَدَائيّينَ عِنْدَ القَرَامِطَةِ الإِسْمَاعِيلِية, وحَدِيْثاً يُمثِّلُ هَذِهِ الفِرَقُ فُرُوعٌ مُتَعَدِّدَةٌ تَنْتَمِي جَمِيْعُهَا مِنْ حَيْثُ اسْتِقَاؤُهَا وتَلَقِّيْهَا للمُهِمَّاتِ السِّريةِ الخَطِيْرَةِ لمَرْكَزٍ وَاحِد, أَلا وهُوَ مَرْكَزُ الإِمَامِ أَوْ نُوَّابِه, كُلُّ فِيْ قُطْرِه مُبَاشَرَة.
ومِنْ ذَلِكَ أَفْرَادُ الحَرَسِ الثَّوْرِي الإِيْرَانِي, وقُوَّاتُ التَّعْبِئةِ العَامَّةِ بِالباسيج, والحَرَكَاتُ المسَلَّحَة؛ كَحَرَكةِ "أمل", وفِرَقِ الاغْتِيَالاتِ فِيْ حِزْبِ الله، وغَيْرِه.
وحَتَّى إِنْ كَانَتْ هُنَاكَ جَرَائِمُ اغْتِيَالاتٍ ونَهْبٍ فَرْدِية, فَذَلكَ أَيْضاً يَرْجِعُ إِلى فَتَاوَى عُلَمِائِهِم وتَحْرِيْضِهِم عَلَى قَتْل أَهْلِ السُّنةِ واعْتِبَارِهْم مُسْتَبَاحِيْ الدَّمِ والمَاْل.