تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} 1.

قال: اللهم بيِّن لنا بيانًا شافيًا في الخمر، واستمرَّ في الشرب، حتى نزلت {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} 3.

قال عمر: انتهينا، انتهينا4.

وهكذا حُرِّمَتْ الخمر؛ لأن القرآن يهدف إلى تربية جيل يكون دائمًا مرتبطًا بدينه, وثيق الصلة بربه، مراقبًا له في كل خطوة، في كل لحظة، في كل همسة, وكان يستهدف من وراء ذلك إيجاد اليقظة الدائمة، والصحوة المستمرة لهذا الجيل.

يقظة مستمرة في عقله، وصحوة دائمة في وجدانه، حتى يستطيع أن يؤدي تكاليف الخلافة، التي كلفه الله بها، يؤدي تكاليفها تجاه نفسه، ويؤدي ما عليه تجاه الجماعة التي يعيش معها, يؤدي ما فرضه عليه ربه من فروض وواجبات، ولن يتم ذلك بالكامل ولن يستقيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015