رسالة المسجد في التعليم والتربية:

يقول ابن باديس1 حول الرسالة الرائدة للمسجد في مجال التعليم: المسجد والتعليم صنوان في الإسلام، من يوم ظهر الإسلام، فما بنى النبي صلى الله عليه وسلم يوم استقر في دار الإسلام بيته حتى بنى المسجد، ولما بنى المسجد كان يقيم الصلاة فيه، ويجلس لتعليم أصحابه، فارتبط المسجد بالتعليم كارتباطه بالصلاة، فكما لا مسجد بدون صلاة، كذلك لا مسجد بدون تعليم، وحاجة الإسلام إليه كحاجته إلى الصلاة".

وإذا كان التعليم في المدراس والكتاتيب من نصيب الصبيان والشباب، فإن للعامة نصيبًا وافرًا من التعليم في المساجد.

ويبرز الشيخ ابن باديس الدور الإيجابي الذي تؤديه المساجد في تعليم وتثقيف العامة، فيقول: "إذا كانت المساجد معمورة بدورس العلم، فإن العامة التي تنتاب تلك المساجد تكون من العلم على حظ وافر، وتتكون منها طبقة مثقفة الفكر، صحيحة العقيدة، بصيرة بالدين، فتكمل هي في نفوسها، ولا تهمل -وقد عرفت العلم ذاقت حلاوته- تعليم أبنائها، وهكذا ينتشر التعليم في الأمة ويكثر طلابه من أبنائها ... أما إذا خلت المساجد من الدروس، كما هو حالنا اليوم في الغالب1، فإن العامة تعمى عن العلم والدين، وتنقطع علاقتها به، وتبرد حرارة شوقها إليه، وتمسي والدين فيها غريب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015