ومثال الجمع بين الأمر والنهي: قول الله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}، فقد طابق هنا بين (لا تخشو) وهو نهي عن خشية الناس، وبين (اخشون) وهو أمر بخشية الله تعالى.
ومن الطباق نوع يسمى تدبيحاً: وهو: أن يذكر في معنى - كالمدح أو غيره - ألوان بقصد الكناية، أو التورية، أما تدبيح الكناية: فكقول أبي تمام - من قصيدة في رثاء محمد بن حميد:
تردي ثياب الموت حمراً؛ فما أتى ... لها الليل إلا وهي من سندس خضر
ومعنى: تردي ثياب الموت: أي اتخذها رداء، والمراد بثياب الموت: ما كان يلبسه وهو يحارب، وغنما كان حراً لأنها أحمرت بدر القتلى، والسندس: رقيق الحرير، والأول كناية عن القتل، والثاني كناية عن دخول الجنة، وقد طابق بين (حمرا) و (خضر).
وقول ابن حيوس:
إن قرد علم حالهم عن يقين فالقهم يوم نائل أو نزال
تلق ببيض الوجوه، سود مثار النقع، خضر الأكناف، حمر النصال.
والنائل هو: العطاء، النزال بمعنى القتال، ومثار النقع منتشر الغبار، ويقصد عبار الحرب، والأكناف، جمع كنف وهو الجانب