وهذا المثل بعينه يضرب في ارتفاع الرجل في الشرف والعز من طبقة إلى أعلى منها، كما في قول البحتري:

شف تزيد بالعراق إلى الذي ... عبدوه بالبيضاء أو ببلنجرا

مثل الهلال بدا فلم يبرح به ... صوغ الليالي فيه حتى أقمرا

ويعطيك شبه الإنسان في نشأته ونمائه إلى أن يبلغ حد التمام، ثم تراجعه إذا انقضت مدة الشباب، كما قال:

المرء مثل هلال حين تبصرة ... يبدو ضئيلاً ضعيفاً ثم يتسق

يزداد حتى إذا ما تم أعقبه ... كر الجديدين نقصائم ينمحق

وكذلك يتفرع من حالتي تمامه ونقصانه فروع "لطيفة" فمن ذلك قول ابن باباك:

وأعرت شطر الملك شطر كما له والبدر ف يشطر المسافة يكمل

وقد قاله في الأستاذ أبي علي وقد استوزه فخر الدولة بعد وفاة الصاحب كما أستوزر أبا العباس الضبي من بعده وقول أبي بكر الخوارزمي:

أراك إذا أيسرت خيمت عندنا ... مقيماً وإن أعسرت زرت لماماً

فما أنت إلا البدر أن قل ضووه ... أغب وإن زاد الضياء أقاما

فبهذا المعنى لطيف ولكن العبارة لم تساعده على الوجه الذي يجب، وذلك لأن الأغباب: أن يتخلل وقتي الحضور وقت يخلو منه، وهذا يصلح إذا كان إذا نقص نوره لم يوال الطلوع كل ليلة بل يظهر في بعض الليالي ويمتنع من الظهور في بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015