يا أبا علي قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به. قال شقيق: فأسبغت الوضوء، وكان لي صديق لا يزال يقسم عليَّ بالله - تعالى - إن تكون لي حاجة أن أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد فذكرت ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي (من عرضت له حاجة إلى مخلوق، فليبدأ بالله - عز وجل) قال: فدخلت المسجد وصليت فيه ركعتين، ثم نمت فرأيت في منامي أنه قيل: يا شقيق، تدلُّ العباد على الله - تعالى - ثم تنساه. قال: فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني ربي به، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة ثم تركت الذهاب لصاحبي، وتوكلت على الله - تعالى - وانصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت أن أقصده في الحاجة قد حركه المولى الكريم عالم الخفيات وكاشف الكربات، الله تعالى، وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم وكفاهم، والحمد لله كثيرًا كما هو أهله.
قال الذهبي - رحمه الله تعالى: (من التفرغ للعبادة السعي في السبب؛ ولا سيما لمن له عيال؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن أفضل ما أكل الرجل من كسب يمينه». أما من يعجز عن السبب لضعف أو لقلة