الليلة الليلة

قال فضيل بن عياض (?): قال إبراهيم التيمي: إن حبسني - يعني الحجاج - فهو أهون عليَّ؛ ولكن أخاف أن يبتليني فلا أدري على ما أكون عليه. قال فضيل: يخاف الفتنة. قال إبراهيم: فحبسني فدخلت على اثنين في قيد واحد في مكان ضيق لا يجد الرجل إلا موضع مجلسه، فيه يأكلون وفيه يتغوطون وفيه يصلون، قال: فجيء برجل من أهل البحرين فأدخل علينا فلم يجد مكانًا فجعلوا يترامون به فقال: اصبروا؛ فإنما هي الليلة. فلما كان الليل قام يصلي فقال: يا ربّ، مننت عليَّ بدينك وعلمتني كتابك ثم سلطتَ عليَّ شرَّ خلقك، يا رب، الليلة الليلة لا أصبح فيه. فما أصبحنا حتى ضرب البواب السجن فقال: أين البحراني؟ فقلنا: ما دعا به الساعة إلا ليقتل. فخلى سبيله، فجاء فقام على الباب فسلَّم علينا وقال: أطيعوا الله لا يعصكم (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015