الصلاة نزلوا لأدائها وكان مع المرأة خمسمائة ريال فجعلتها تحت السجادة، ولما فرغت من الصلاة طوت سجادتها وركب الجميع السيارة ولم تتذكر المال حتى سلكوا الطريق فقال الزوج لا بد أن نرجع ولكن اليأس محيط بهم، وظنوا أن لا يجدوها في مثل هذا اليوم الشديد الرياح، لكن المرأة الواثقة بالله - تعالى - أطلقت الدعاء وطلبت رب الأرض والسماء قائلة: اللهم احفظها. ولما وصلوا للمكان نزل الزوج من سيارته وكانت المفاجأة لقد وجد المال في مكانه لم يتحرك ولم تؤثر فيه الرياح وكان موقفًا مؤثرًا زاد من إيمانهم وصلتهم بالله - تعالى -.
* * *
في ذلك البيت كان يجتمع الزوج مع أصدقائه إلى الساعة الثالثة ليلاً في سهر محرم، وكان ضحية هذا الفعل الزوجة المسكينة التي تأذت من فعله لكنها صابرة محتسبة مع ضربه وشتمه لها، وكانت دائمًا تدعو له بالهداية وفي أحد الأيام دخل عليها في آخر الليل من عند أصدقائه ورائحة الدخان منتشرة في البيت فقالت له: زوجي الغالي إلى متى وأنت على هذا الفعل؟ ألا تتوب؟ إلى متى؟ أرجوك ارحمني؟ زوجي كم من قائم لليل يناجي ربه وأنت في لهو ولعب؟ لكنه نهرها وحصل بينهما كلام ومشادة قوية حتى هددها بالطلاق ثم عاد لرفاقه، أما الزوجة فتأثرت ورفعت يديها إلى السماء داعية