ودعت ربها رزقًا من عنده. وخيم الليل بسكونه فنامت أملاً في انفراج مع الفجر، وفي الصباح جاء رجل لا تعرفه وطرق الباب وسأل: هل هذا بيت فلان؟ قالت: نعم. فأعطاها مبلغًا من المال والعجيب أنه نفس المبلغ الذي في الفاتورة.
* * *
كانت تشتكي ألمًا في أذنها فذهبت للمستشفى وبعد الكشف قرر الطبيب حاجتها لعملية جراحية، فراجعت نفسها وكرهت كشف وجهها فامتنعت وأبت، عندها تذكر الطبيب امرأة أخرى فعلت مثلها فتبسم وقال: إن كنت لا تريدين العملية فكوني مثل تلك المرأة الكبيرة في السن التي جاءت إلي وكشفت عليها فإذا هي تحتاج لعملية ترقيع الطبلة فلما أخبرتها بكت وقالت يا طبيب: والله لا أكشف حجابي لغير محارمي، فشرحت لها أن حالتها تستدعي ذلك ولا ينفع لها العلاج، فازدادت إصرارًا وإباءً فأعطيتها موعدًا آخر علها تراجع نفسها وتوافق على العملية وجاء الموعد وحضرت وكأني بها تناجي ربها وتطلبه الشفاء العاجل، ولما جلست على السرير وكشفت عليها كانت الحقيقة التي أذهلتني وزادت من إيماني لقد نظرت إلى الأذن فإذا هي سليمة مائة بالمائة فتحيرت وسألتها مستفهمًا ما لخبر؟ فقالت: منذ أن خرجت منك وأن أدعو الله - تعالى - أن يُشفيني لأني أفضل أن أموت ولا يراني أحد غير محرم