ذهب الرجل لبلاده، وكان التاجر الظالم يسكن في مكة وبعد سنين عاد العامل المظلوم إلى مكة لأداء العمرة، وبدأ يبحث عن هذا القصر الذي كان يشتغل فيه حتى وجده ووجد صديقه حارس البيت فسلم عليه وجلس معه يتحدث، وفجأة خرج صاحب القصر فلما وقعت عينه على العامل أرغى وأزبد وهدد وتوعد وقال: لأسجننك. فقال العامل: أنا لم آت للمال وإنما أتيت لحرم الله - تعالى - لأدعو عليك. عندها ضحك التاجر ضحكات مستهتر مستهزئ ولكن الله تعالى بالمرصاد فبعد أيام شبَّ حريق كبير في منطقة كانت مهيأة للحريق وفي لحظات جاء الرجل التاجر. وكان لديه مبلغًا من المال حول المكان المحترق وعدده (ثلاثون ألف ريال) وحيث أن الحريق لم يصل لذلك المكان أراد أن يدخل ليأخذه ماله فمنعه رجال الدفاع المدني من الدخول فرفض وتفلت منهم وتحايل عليهم وقال: الحريق بعيد وما إن وصل ليأخذ ماله وهو في ذلك المكان إذا بشيء لم يتوقعه لقد سقط عليه البناء الذي هو فيه وشب فيه الحريق فاحترق وأصبح كالفحم، أما المال فهو بجانبه لم يحترق. فتعجبوا وسألوا الحارس بماذا دعا ذلك العامل المسكين قال: لما ضحك الرجل وقهقه قال العامل وهو ينظر إلى القصر: اللهم إني أسألك أن لا تهنيه بهذا القصر ولا يدخله. فلم يدخله ولم يتهن به وهذه عاقبة الظالمين (?).
* * *