فيها المشقة والعناء، بكت شبابها الذي أفنته في تربيته. أما هو فقد خرج وركب سيارته ورفع صوت المسجل عاليًا على تلك الأغنية الماجنة متناسيًا ما فعل بأمه التي خلفها حزينة وحيدة يعتصر الألم قلبها ويحرق الأسى فؤادها كمدًا وحزنًا على تصرفه الطائش، فرفعت شكواها إلى الله - تعالى - قائلةً (حسبي الله ونعم الوكيل) وكان لدى الابن رحلة إلى منطقة مجاورة وأثناء سيره بسرعة جنونية إذا بجمل يسلطه الله - تعالى - عليه فيظهر له في وسط الطريق فتضطرب سيارته ولا يستطيع أن يمسك مقودها فيصدم ذلك الجمل ودخلت قطعة من الحديد في أحشائه، وأصيب بشلل رباعي لا يحرك إلا رأسه فبقي هكذا ليكون عبرة وعظةً ثم مات (?).
* * *
روت القصص والأخبار في الجرائد والمجلات عن رجل تعدى على أمه وضربها بحذائه في ظهرها وهي تهرب منه خوفًا من ابنها الذي حملته وأرضعته وربته لينفعها فما كان من الأم إلا أن رفعت يدها إلى الله - عز وجل - بدموع حرّى ولوعة وأسى ألمًا لفعل ولدها بها، ودعت عليه من قلب صادق، وكان الابن قد ذهب