اللهم ارزق ابني القرآن واجعله من أهله. فبلغ الابن عشرين عامًا وهو يسعى لتحصيل الرزق وفي يوم من الأيام كان راجعًا من عمله فالتقى بعالم كان عمدة بلده في الفتوى فقال العالم للرجل: ما الذي أنت فيه؟ قال: الرجل: أسعى برزقي. فقال العالم: هل لك أن تجعل لي يومًا من أسبوعك؟ فقال الرجل: نعم ونعمت عيني بذلك. فما زال يتردد على العالم حتى أصبح طالب علم وترقى شيئًا فشيئًا حتى جاء اليوم الذي يناقش فيه رسالة الدكتوراه في تفسير القرآن الكريم فلما دعي للمناقشة وجلس، إذا بشيخه وأستاذه يقوم مهابةً له واحترامًا ثم قال له: تفضل يا شيخ وقام أمام الجمع يقول: هالني ما رأيت فيه من العلم والمعرفة بكتاب الله تعالى فعظمته وأجللته، فأخذ الرجل يبكي فقال الشيخ: تبكي ونحن نريد أن نجلك؟ قال: تذكرت دعوة أبي - رحمه الله - «اللهم ارزق ابني القرآن واجعله من أهله»، وحمد الله - تعالى - أن بلغه هذه المنزلة العظيمة من العلم ومن تفسير كلام الله تعالى ويا لها من نعمة (?).
* * *