ضروب من الزندقة ووضع الحيل على تضليل الناس من جهات تُشبه الشعوذة والسحر وادعاء النبوة، فكشفه الوزير وأنهى خبره إلى المقتدر (?)، فلم يقر بما رمي به وعاقبه وصلبه حيًّا أيامًا، ونودي عليه ثم حبس سنين ينقل من حبس إلى حبس حتى حبس بأخرة في دار السلطان، فاستغوى جماعة من الغلمان وموَّه عليهم واستمالهم بحيله حتى صاروا يحمونه ويدفعون عنه، ثم راسل جماعة من الكبار فاستجابوا له، وترامى به الأمر حتى ذكر عنه أنه ادعى الربوبية، فسعى بجماعة من أصحابه فقبض عليهم، ووجد عند بعضهم كتب تدل على ما قيل عنه، وانتشر خبره، وتكلم الناس في قتله، فسلمه الخليفة إلى الوزير حامد، وأمر أن يكشفه بحضرة القضاة، ويجمع بينه وبين أصحابه، فجرت في ذلك خطوب، ثم تيقن السلطان أمره فأمر بقتله وإحراقه لسبع بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاث مئة، فضرب بالسياط نحوًا من ألف، وقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وأحرق بدنه ونصب رأسه للناس وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه (?).
* * *