التخلص مني، فذهبت إلى مستشفى آخر ومع براعتهم المشهودة إلا أنهم لم يعرفوا المرض، ليتمكنوا من العلاج، ومرت الأيام وكادت تقتلني الآلام، ولا أملك إلا أن أرجع إلى الطبيب الأول، فرجعت إليه وما أن اقتربت من الباب حتى وجدت من ينادي علي ثم لامني على التأخير، وكتب لي علاجًا خفف الألم، ومر شهران من العلاج والمرض يفحصه في بعض الأيام طبيب آخر رئيس القسم والأستاذ بكلية الطب (آنذاك) فسمعته يومًا يقول للطلاب: إن هذه العين قد فقدت الإبصار تمامًا، ونحن نريد أن نحصر المرض؛ لئلا يؤثر على العين الأخرى. وبعد أن خرج بكيت بكاءً شديدًا، وتوجهت إلى الله - تعالى - وفي اليوم التالي أتى هذا الطبيب وما كاد يقع المجهر على عيني المريضة حتى صرخ: معجزة والله معجزة. ماذا فعلت؟
قلت: لم أفعل شيئًا إلا أني تأثرت بكلامك وبكيت ولجأت إلى الله - تعالى - فقال الطبيب - رحمه الله - لعلها دعوة صالحة
استجاب لها رب السماوات (?).
* * *
قال جدي - حفظه الله - وشفاه (حدثني رجل موثوق قال: لما كنا نذهب للتجارة قديمًا في العراق رجعنا في أحد المرات وغيرنا الطريق لسبب ذكره، فجئنا مع الدهناء، وانقطع بنا الماء، وهملت أعين الإبل دموعًا قال: فنام كل منا تحت شجرة ينتظر الموت، وكان الوقت في أعز الصيف فقام رجل منا وقال: لماذا نفعل هكذا؟ لما لا ندعو الله - تعالى - فقمنا ونحن خمسة فصلى بنا، واستغاث الله وقلبنا الرداء قال: فوالله إنه أقل من ساعة حتى نشأت سحابة تظهر رويدًا رويدًا حتى صارت فوقنا فنزل المطر وشربنا وروينا، وفرحت بالماء الإبل، وحمدنا الله - عز وجل - على الاستجابة.
* * *