قال عبد الله بن أحمد الدحيمي: سمعت المرَّار يقول: اللهم، ارزقني الشهادة وأمر يده على حلقه. ثم ساق الذهبي - رحمه الله - قصة الفتنة التي وقعت بين المعتز والمستعين ثم قال: وأما المرار فأظهر مخالفتهم في التشيع، وكاشفهم فأوقعوا له به وقتلوه - رحمه الله (?).
* * *
وقع أن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم المحدث أسرته الروم في جماعة في البحر. وساروا به إلى قسطنطينية، فرفعوه إلى الطاغية، فبينما هم في حبسة إذ غشيهم عيدٌ، فأقبل عليهم فيه من الحار والبار (أي أنهم أطعموهم من عيدهم) ما يفوق المقدار. فدخلت امرأة نفيسة إلى الملك. فأخبرت بحسن صنيعه بالعرب (المأسورين وأنه أطعمهم) فمزقت ثيابها، نشرت شعرها، وسودت وجهها، وقالت: إن العرب قتلوا ابني وأخي وزوجي، وتفعل بهم الذي رأيت، فأغضبه ذلك وقال: علي بهم. فصاروا بين يديه مسمطين، فضرب السياف عنق واحدٍ واحد حتى قرب من عبد الرحمن فحرك شفتيه فقال: الله ... الله ربي لا أشرك به شيئًا. فقال الملك: قدموا شماسي العربي (أي عالمهم) ثم أطلقه ومن تبعه بعد سؤاله بماذا حرَّك شفتيه (?).
* * *
قال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: جاء محمد - أي البخاري - رحمه الله - إلى أقربائه بمخرْتَنك، فسمعته يدعو ليلة إذا