فخرجت معهم، إذا أقبل غلام أسود عليه قطعتا خيش قد اتزر بإحداهما وألقى بالأخرى على عاتقه.
فجلس إلى جنبي فسمعته يقول: إلهي أخلقت الوجوه عندك كثرة الذنوب ومساويء الأعمال، وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك فأسألك يا حليمًا ذا أناة يا من لا يعرف عباده إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة فلم يزل يقول الساعة الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب، قال ابن المبارك - رحمه الله - فجئت إلى الفضيل رحمه الله - فقال: ما لي أراك كئيبًا؟ فقلت: أمر سبقنا إليه غيرنا، فتولاه دوننا، وقصصت عليه القصة فصاح الفضيل وخر مغشيًا عليه (?).
* * *
قال الذهبي عن الخليل صاحب العربية، ومنشيء علم العروض، وكان رأسًا في لسان العرب، دينًا ورعًا قانعًا متواضعًا، كبير الشأن يقال: إنه دعا الله أن يرزقه علمًا لا يسبق إليه، ففتح له بالعروض (?).
* * *
جلبة بن أشيم - رحمه الله - مات فرسه وهو في الغزو فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة ودعا الله - عز وجل - فأحياه له. فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرج الفرس فإنه عاريةٌ فأخذ سرجه، فمات الفرس (?).
* * *
قال أبو سعيد البقال: كنت محبوسًا في سجن الحجاج ومعنا إبراهيم