وجهي وصدري وبطني، وقال: «اللهم اشف سعدًا» فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يديه - صلى الله عليه وسلم - على كبدي حتى الساعة (?).
* * *
لما طال حصار الطائف عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفتحها، ولما قيل له وهم قافلون من الطائف: يا رسول الله أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم، فقال: «اللهم اهد ثقيفا، وأكفنا مؤنتهم» فقدم ثقيف بعد أشهر وأسلموا (?)!
* * *
كانت أم أبي هريرة عجوزًا أصرت على الشرك، فكان أبو هريرة لا يقصر في دعوتها إلى الإسلام، إشفاقًا عليها، وبرًا بها، فتنفر منه وتصد عنه، فيتركها والحزن يفري فؤاده فريًا، وفي ذات يوم دعاها إلى الإيمان بالله - تعالى - وبرسوله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: في النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً أحزنه، فمضى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما يبكيك يا أبا هريرة؟» فقال: إني كنت لا أفتر عن دعوة أمي إلى الإسلام فتأبى علي، وقد دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يميل قلب أم أبي هريرة للإسلام، فدعا لها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو هريرة: فمضيت إلى البيت، فإذا الباب قد رُدَّ، وسمعت خضخضة الماء، فلما هممت بالدخول قالت: أمي: مكانك يا أبا هريرة، ثم لبست وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ...