كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 112]. فاستجاب الله - سبحانه وتعالى - له دعوته.
* * *
دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سراقة بن مالك لما لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر - رضي الله عنه - في طريقهما للهجرة؛ لكي يأخذ مائة من الإبل؛ لأن قريشًا جعلت لمن يقتله أو يأسره ذلك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله، هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم اصرعه» فساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: ادع لي، فدعا له الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فنجت الفرس وخرجت، ثم إن سراقة أسلم بعد سنوات - رضي الله عنه -.
* * *
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض؛ أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم، فجاء به فانتظر حتى سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغني شيئًا، لو كان لي منعه! قال: فجعلوا يضحكون، ويميل بعضهم على بعض ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحته عن ظهره، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، ثم قال: «اللهم عليك بقريش» ثلاث
مرات فشق عليهم إذا دعا عليهم، وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: «اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط» وعد السابع فلم يحفظ قال: فوالذي نفسي بيده، لقد رأيت الذين