ثم الانتقال من حياة اللزوم إلى حياة التعدية ومن الحياة الدينية الفردية إلى حياة الدعوة والرسالة الاجتماعية وهى الميزة التى تمتاز بها هذه الأمة بين الأمم كما قدمنا، وتمرين الدين عمليا في ميادين الجهل والغفلة ومجتمعات الضلالة بالتواصي بالحق والدعوة إلي الدين وليكن ذلك مع مراعاة دقيقة للآداب الدينية ومع محافظة شديدة على احترام شخص المسلم مهما كان جاهلا وبعيدا عن الدين وتقدير إيمانه المستور في حجب الجهل والغفلة ومعرفة حقه وفضلة وألا تنقلب هذه الحركة فتنة وهذا الإصلاح كفاحا ويكون ضرره أكبر من نفعه وكأنى هنا بقائل يقول الكلام كله حسن معقول لا يختلف فيه اثنان ولكن ما هو الطريق .. ؟ قد جربنا الإصلاح الدينى مراراً فلم نفلح، نشرنا فى ذلك الكتب ووزعنا المطبوعات، أسسنا لأجل ذلك جمعيات وألقينا فى هذا الموضوع محاضرات، فكان كل ذلك صيحة فى وادٍ ونفخة فى رماد، لأن المسلمين غائصون فى لجة الحياة إلى