. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فأجاب (?): بأن موقعها موقع (ثم) في قولك: أحسن إلى الناس، ثم لا تحسن إلى غير كريم؛ لما سبق من دلالة {فَإِذَا أَفَضْتُم} على وجوب الإفاضة من عرفات، وأن معنى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النّاسُ} لتكن إفاضتكم منه لا من المزدلفة،
فصار كأنه قيل: أفيضوا من عرفات، ثم لا تفيضوا من المزدلفة.
ومعنى (ثم): الدلالة على بُعد ما بين الإفاضتين،
أعني: الإفاضة من عرفات، والإفاضة من المزدلفة؛ لأن الأولى صواب، والثانية خطأ.
وبينهما بَوْن (?) بعيد. وهذا النوع من التباين (?) لا ينافي تفاوت المرتبة وتباعدها، بل يحققه.
هذا تقرير الكلام على وفق ما في الكتاب (?).
وعليه سؤال ظاهر، وهو: أن التفاوت والبُعْد في المرتبة إنما يعتبر في المعطوف والمعطوف عليه، وهو ههنا: عدم الإحسان إلى غير كريم، وعدم الإفاضة من المزدلفة.