قد علمنا أن تفسير الإمام أبي السعود من كتب التفسير بالرأي الجائز كأصليه، إلا أنه لم يخلُ من صور للتفسير بالمأثور، ومن ثم نجد أن هذه الحاشية قد اشتملت على صور لتفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بالأحاديث النبوية، وبأقوال الصحابة والتابعين. ونذكر امثلة على ذلك:
* عند تفسيره لقول الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} (?)، قال:
" (أي: ما ينتظرون) أشار إلى أن " نظر " هنا بمعنى: انتظر، كقوله: {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ} (?)، {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (?)." (?)
* عند تفسيره لقول الله تعالى: {وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ} (?)، قال:
" إن قلت ما معنى {مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ}؟ قلت: معناه: من بعد ما تمكن من معرفتها أو عرفها، كقوله: {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} (?)." (?)
* * * * * * * * * *