أقسم بالمبتسَم العذب ... ومشتكى الصب إلى الصب

لو أخذ النحو عن الرب ... ما زاده إلا عمى القلب

فتمثل ثعلب:

يشتمني عبد بني مسمع ... فصنت عنه النفس والعرضا

ولم أجبه لاحتقاري له ... من ذا يعض الكلب إن عضا1

وأراد ثعلب هذا أن يقرأ على المبرد البصري، فأنكر عليه أصحابه الكوفيون وقالوا: مثلك لا يصلح أن يمضي إلى بصري فيقال غدا: إنه تلميذه2، فاستجاب لهم عصبية وحرم نفسه الخير.

لكن ختنه "زوج ابنته" أحمد بن جعفر الدينوري لم يبال ذلك، فكان يخرج من منزل ثعلب وهو جالس على باب داره، فيتخطاه ويتخطى أصحابه، ويتوجه إلى المبرد ومعه محبرته ودفتره ليقرأ عليه كتاب "سيبويه"، وكان ثعلب يعاتبه في ذلك ويقول: "إذا رآك الناس تمضي إلى هذا الرجل وتقرأ عليه، يقولون ماذا؟ " فلم يكن يلتفت إلى قوله3.

وما بلغت العصبية والنضال عن أسباب الرزق بين الفريقين مدى سافرا هذا السفور الذي تراه في الخبر الآتي:

"لما أصاب الكسائي الوضح "البرص" كره الرشيد ملازمته أولاده, فأمره أن يختار لهم من ينوب عنه ممن يرضاه، وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015