وما اتجهوا إليه في إعراب "نعم وبئس"1 أيسر وأقرب إلى الفطرة اللغوية من مذهب إخوانهم البصريين، وكذهاب بعضهم في قضية "أشياء" وأنها جمع لشيء, منعت من الصرف لشبه ألفها بألف التأنيث2، ولهم أشباه هذه المسائل.

وبذلك تدرك صواب الظاهرة التي قدمت بها هذا الكلام من أن الحق يصيبه هؤلاء تارة, وهؤلاء تارة.

ونختتم هذه الفقرة بمثل صغير من الخلاف بين المدرستين ننتزعه من كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري" نموذجا لقضايا جاوزت المائة في هذا الكتاب، يبسط في كل منها رأي الكوفيين وحججهم, ثم رأي البصريين وحججهم مع ردودهم على حجج الكوفيين غالبا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015