لابن الأنباري"1 وفي كتب النحو الأخرى2. وما أكثر ما نقرأ فيها: "قال البصريون إلا فلانا وفلانا كذا، وذهب الكوفيون إلا فلانا إلى كذا".

ولم يطرد الصواب في أحد المذهبين اطرادا، بل تجده تارة مع هؤلاء وتارة مع أولئك، وحينا وسطا بينهما.

3- الفروق بين المذهبين البصري والكوفي:

بعد الاحتياط المتقدم نحصر الكلام على المذهبين في ناحيتين اثنتين إليهما مرد الأمر كله، وهما: السماع والقياس.

أمر السماع:

تقع البصرة على سيف البادية، وأكثر عربها من قيس وتميم، وقد عرفت شأنهما في الاحتجاج، وتحف بها قبائل عربية سليمة السليقة لم تفسد لغتها بمخالطة الأعاجم، فكانت هذه القبائل ترد سوق البصرة المشهورة "المربد"، وأنت تعلم أن المربد كانت عكاظ الإسلام، ففيها تناشد وتفاخر كما فيها تجارة وبيع3،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015