ابن الوليد، أخذ العلم عن أبي عمرو بن العلاء وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعد في القراء البصريين وهو إمام في العربية والنحو، ولعله أول من ألف فيهما كتابا جامعا، وقد اشتهر اسم كتابيه دون أن يصل إلينا منهما خبر أو أثر، والغريب أن تلميذه الخليل بن أحمد قرأهما ووعاهما، وأعجباه حتى جعل مؤلفهما مجدد هذا الفن, والمعفي على آثار من سبقه قال:
ذهب النحو جميعا كله ... غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر
ثم "فقد الناس هذين الكتابين منذ المدة الطويلة ولم يقعا إلى أحد علمناه، ولا خبر أحد أنه رآهما"، وهذا السيرافي وليس بينه وبين زمن المؤلف إلا مائتان من السنين يقول: "لم يقعا إلينا ولا رأينا أحدا ذكر أنه رآهما"1 فإن تكن نسبة البيتين إلى الخليل صحيحة, يكن اختفاء هذين الكتابين من أعجب الأمور في تاريخ النحو.
إذا نحن انتقلنا إلى الطبقة التي تلي هذه كنا إزاء ما سموه