وأخذ عنه، وما علمت أحدا سمع منه كتابه لأنه احتضر شابا" "نظرت في كتابه فرأيت فيه علما جما".
ويحكى أنه "أي الكتاب" تخرّق في كم المازني بضع عشرة مرة. وكان المبرد يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه: "هل ركبت البحر؟ " تعظيما واستصعابا لما فيه.
وقال بعضهم: كنت عند الخليل فأقبل سيبويه فقال: "مرحبا بزائر لا يُملّ" وما سمعت الخليل يقولها لغيره.
وكان شابا لطيفا جميلا, وكان في لسانه حبسة، وقلمه أبلغ من لسانه.
وقال الجرمي: "في كتاب سيبويه ألف وخمسون بيتا سألته عنها, فعرف ألفا ولم يعرف خمسين".
وللزمخشري فيه:
ألا صلى الإله صلاة صدق ... على عمرو بن عثمان بن قنبر
فإن كتابه لم يغن عنه ... بنو قلم ولا أبناء منبر
ورد سيبويه بغداد على يحيى البرمكي، فجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة1, ولم تطل مدة سيبويه بعد ذلك ومات بالبيضاء سنة ثمانين ومائة وعمره اثنتان وثلاثون، وقيل: نيّف على الأربعين.
"بغية الوعاة" "ص366"2.