هذا باب ما نجريه على الموضع لا على الاسم الذي قبله:
وذلك قولك: "ليس زيد بجبان ولا بخيلا" و"ما زيد بأخيك ولا صاحبك" والوجه فيه الجر؛ لأنك تريد أن تشرك بين الخبرين، وليس ينقض إجراؤه عليه المعنى، فأن يكون آخره على أوله أولى ليكون حالهما في الباء سواء كحالهما في غير الباء مع قربه منه. وقد حملهم قرب الجوار على أن جروا "هذا جحر ضب خرب" ونحوه، فكيف ما يصح معناه؟
ومما جاء من الشعر في الإجراء على الموضع, قول عقيبة الأسدي:
معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
أديروها بني حرب عليكم ... ولا ترموا بها الغرض البعيدا1
لأن الباء دخلت على شيء لو لم تدخل عليه لم يخل بالمعنى, ولم يحتج إليه ولكان نصبا، ألا تراهم يقولون: "حسبك هذا" و"بحسبك هذا" فلا يتغير المعنى، وجرى هذا مجراه قبل أن تدخل الباء؛ لأن "بحسبك" في موضع ابتداء. ومثل ذلك قول لبيد: