قال أبو حيان: الظاهر أن قوله تعالى: (وسبح بحمد ربك) أمر بالتسبيح مقروناً بالحمد، وحينئذ إما أن يراد اللفظ، أى: قل (سبحان الله والحمد لله) ، أو يراد المعنى: أي نزهه سبحانه عن السوء وأثنِ عليه بالجميل، وفي خبرٍ ذكره ابن عطية: (من سبح عند غروب الشمس سبعين تسبيحة غربت بذنوبه، وقال أبو مسلم: لا يبعد حمل ذلك على التنزيه والإجلال. والمعنى: اشتغل بتنزيه الله تعالى في هذه الأوقات، وعلى ذلك حمله العزّ ابن عبد السلام، واختار الإمام الرازي حمل التسبيح على التنزيه من الشرك وتابعه في ذلك الآلوسي، قال الفخر: إنه أقرب إلى الظاهر وإلى ما تقدم ذكره، يعني في الآيات التي جاء فيها الأمر بالصبر قبيل الأمر بالتسبيح كما في قوله: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل.. طه/130) وقوله: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.. ق/39) وقوله: لأنه سبحانه صبّره أولاً على ما يقولون من التكذيب وإظهار الكفر والشرك، والذى يليق بذلك أن يؤمر بتنزيهه تعالى عن قولهم حتى يكون مظهراً لذلك وداعياً إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015