قوته وأذهب عني مضرته) (?) .

على أن المتأمل لدلالة السياق في إطلاق الذكر، حتى في غير آية الأعراف، يلمس أن الاستيعاب الذي يكتنفه يتجاوز دائرة أحوال الإنسان ليمتد وليشمل ألواناً أخرى مما يلهج به الذاكرون وتطمئن به قلوبهم، وذلك من نحو قراءة القرآن ومن نحو الدعاء والتحميد والتكبير والتهليل والبسملة والحوقلة وغير ذلك مما يشتمل على تمجيد الله وتقديسه.

وأحسب أني فيما قلت، لم أذهب بعيداً عما قاله الطاهر من أن المقصود من قوله في آية الأعراف (بالغدو والآصال) : "استيعاب أجزاء النهار بحسب المتعارف فأما الليل فهو زمن النوم، والأوقات التي تحصل فيها اليقظة خصت بأمر خاص مثل قوله تعالى: (قم الليل إلا قليلاً.. المزمل/2) ، على أنها تدخل في عموم قوله: (ولا تكن من الغافلين) " (?) ، ومن أن المقصود من قوله: (ودون الجهر من القول) : "استيعاب أحوال الذكر باللسان، لأن بعضها قد تكون النفس أنشط إليه منها إلى البعض الآخر" (?) ، يريد أن قوله: (ودون الجهر من القول) ، مراد به الذكر المتوسط بين الجهر والإسرار، وهو المقابل لكلّ من التضرع والخيفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015