وهذه بعض تلك المواقف:

- روى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية بإسناده إلى ابن المبارك أن رجلاً قال له: يا أبا عبد الرحمن، قد خفت الله تعالى من كثرة ما أدعو على الجهمية، قال: لا تخف فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء 1.

- وأخرج الذهبي بإسناده إلى علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية 1.

- وعنه أيضا قال: قلت لعبد الله بن المبارك: كيف يُعرَف ربنا عز وجل؟ قال: في السماء على العرش، قلت له: إن الجهمية تقول هذا، قال: لا تقول كما قالت الجهمية: هو معنا هاهنا 1.

قال الذهبي- معقباً- قلت: الجهمية يقولون: إن الباري في كل مكان، والسلف يقولون: إن علم الباري في كل مكان، ويحتجون بقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} (الحديد 4) ، يعني بالعلم، ويقولون: إنه على عرشه استوى، كما نطق به القرآن والسنة.

وقال الأوزاعي وهو إمام وقته: كنا- والتابعون متوافرون- نقول:

إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته، ومعلوم عند أهل العلم من الطوائف أن مذهب السلف إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تحريف ولا تشبيه ولا تكييف، فإن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات المقدسة، وقد علم المسلمون أن ذات الباري موجودة حقيقة، لا مثل لها، وكذلك صفاته تعالى موجودة، لا مثل لها 1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015