الخاتمة:
وهكذا والحمد لله –وجدنا في كلام الشيخ رداً على كل ما افتراه عليه خصومه ونفياً لما نسبوه إليه، هذا يدل على غزارة علمه وإمامته، ونحن لا ندعي له العصمة، فهو كغيره من الأئمة يخطئ ويصيب.
قال الإمام ابن كثير في ترجمته له في البداية والنهاية (14/119) وأثنى عليه وعلى علومه جماعة من علماء عصره مثل القاضي الخوبي، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، والقاضي الحنفي وقاضي قضاة مصر ابن الحريري وابن الزملكاني وغيرهم، ووجدت بخط ابن الزملكاني أنه قال: اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهتها وأن له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدين. إلى أن قال ابن كثير: وبالجملة كان رحمه الله من كبار العلماء وممن يخطئ ويصيب، ولكن خطؤه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي –وخطؤه أيضاً مغفور له كما في صحيح البخاري: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر) فهو مأجور، وقال الإمام مالك بن أنس: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر –انتهى1.
وكما قلنا قريباً أن مؤلفات هذا العالم موجودة ومبذولة لكل من أرادها، فمن أراد أن يعرف الحقيقة بلا مكابرة فليطالعها ولا يستمع لما يقوله عنه خصومه وحساده والمغرضون المضللون، فإن العدل والإنصاف أن تحكم على الشخص من واقع كلامه المذكور في كتبه لا