عالمنا في هذه الحلقة من السلسلة المباركة نحيف الجسم، عظيم القدر، جبل من جبال العلم، وإمام من أئمة التابعين، أدرك ما يقرب من خمسين صحابياً، وكانت له حلقة عظيمة في وجود أكابر الصحابة رضي الله عنهم، رآه ابن عمر رضي الله عنهما فقال: كأنه قد شاهد معنا، ذو دعابة وذكاء، يرغب الملوك في قربه، ويحتاج الجميع إلى علمه، أرسله عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم فتعجب الملك لماذا لم يؤمره العرب عليهم؟ وهذه القصة ذكرها الذهبي في سيره عن ابن عائشة قال: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي رسولاً إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قال: يا شعبي! أتدري ما كتب به إلي ملك الروم؟ قال: وما كتب يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك.
قلت: يا أمير المؤمنين؛ لأنه رآني ولم يرك.
وهذا من ذكائه رحمه الله تعالى.