من اعلام السلف (صفحة 182)

درر من أقوال سفيان الثوري رحمه الله

درر من أقواله: عن عبد الله بن سابق قال: قال سفيان الثوري: النظر إلى وجه الظالم خطيئة.

والأفضل أن نقول: يقسي القلب؛ لأن قولنا: خطيئة، يحتاج إلى دليل.

وعن يوسف بن أسباط قال: قال سفيان الثوري: من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله.

وعن يحيى بن يمان قال: حدثنا سفيان قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والتمسوا رضوانه بالتباعد منهم، قالوا: فمن نجالس؟ قال: من تذكركم بالله رؤيته، ويرغّبكم في الآخرة عمله، ويزيد في علمكم منطقه.

وعن محمد بن أبي منصور أو غيره قال: عاتب سفيان رجلاً من إخوانه كان هم أن يتلبس بشيء من أمر هؤلاء - أي: الأمراء - فقال له: يا أبا عبد الله! إن عليّ عيالاً، قال: لئن تجعل في عنقك مخلاة فتسأل على الأبواب خير من أن تدخل في شيء من أمر هؤلاء.

وعن حذيفة المرعشي قال: قال سفيان: لئن أخلّف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إليّ من أن أحتاج إلى الناس.

وعن خلف بن تميم قال: سمعت سفيان يقول: من أحب أفخاذ النساء لم يفلح.

وعن عبد الله بن بشر قال: سمعت الثوري يقول: إن الحديث عز، من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة.

وعن أبي أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.

فليس الفقه بالتشدد، ولكن الفقه أن تأتيك الرخصة من عالم، فالفقيه ليس هو الذي يقول: هذا حرام وهذا حرام ويضيّق على الناس، ولكن الفقيه هو الذي يجد للناس مخرجاً بحيث لا يخالف الشرع.

وعن الفريابي قال: سمعت سفيان يقول: يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفياً - أي: عنده الرزق الذي يكفيه - فإن الآفات إليه أسرع وألسنة الناس إليه أسرع.

وعن زيد بن أبي الزرقاء قال: خرج سفيان ونحن على بابه نتدارس النسخ - أي: يعالجون بعض الأخطاء في النسخ - فقال: يا معشر الشباب! تعجّلوا بركة هذا العلم؛ فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه، ليفد بعضكم بعضاً.

وعن أبي أحمد الزبيري قال: كتب رجلٌ من إخوان سفيان الثوري إلى سفيان الثوري: أن عظني فأوجز، فكتب إليه: عافانا الله وإياك من السوء كله، يا أخي! إن الدنيا غمها لا يفنى، وفرحها لا يدوم، وفكرها لا ينقضي، فاعمل لنفسك حتى تنجو، ولا تتوانى فتعطب، والسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015