درر من أقواله: عن عبد الله بن سابق قال: قال سفيان الثوري: النظر إلى وجه الظالم خطيئة.
والأفضل أن نقول: يقسي القلب؛ لأن قولنا: خطيئة، يحتاج إلى دليل.
وعن يوسف بن أسباط قال: قال سفيان الثوري: من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله.
وعن يحيى بن يمان قال: حدثنا سفيان قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والتمسوا رضوانه بالتباعد منهم، قالوا: فمن نجالس؟ قال: من تذكركم بالله رؤيته، ويرغّبكم في الآخرة عمله، ويزيد في علمكم منطقه.
وعن محمد بن أبي منصور أو غيره قال: عاتب سفيان رجلاً من إخوانه كان هم أن يتلبس بشيء من أمر هؤلاء - أي: الأمراء - فقال له: يا أبا عبد الله! إن عليّ عيالاً، قال: لئن تجعل في عنقك مخلاة فتسأل على الأبواب خير من أن تدخل في شيء من أمر هؤلاء.
وعن حذيفة المرعشي قال: قال سفيان: لئن أخلّف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إليّ من أن أحتاج إلى الناس.
وعن خلف بن تميم قال: سمعت سفيان يقول: من أحب أفخاذ النساء لم يفلح.
وعن عبد الله بن بشر قال: سمعت الثوري يقول: إن الحديث عز، من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة.
وعن أبي أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.
فليس الفقه بالتشدد، ولكن الفقه أن تأتيك الرخصة من عالم، فالفقيه ليس هو الذي يقول: هذا حرام وهذا حرام ويضيّق على الناس، ولكن الفقيه هو الذي يجد للناس مخرجاً بحيث لا يخالف الشرع.
وعن الفريابي قال: سمعت سفيان يقول: يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفياً - أي: عنده الرزق الذي يكفيه - فإن الآفات إليه أسرع وألسنة الناس إليه أسرع.
وعن زيد بن أبي الزرقاء قال: خرج سفيان ونحن على بابه نتدارس النسخ - أي: يعالجون بعض الأخطاء في النسخ - فقال: يا معشر الشباب! تعجّلوا بركة هذا العلم؛ فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه، ليفد بعضكم بعضاً.
وعن أبي أحمد الزبيري قال: كتب رجلٌ من إخوان سفيان الثوري إلى سفيان الثوري: أن عظني فأوجز، فكتب إليه: عافانا الله وإياك من السوء كله، يا أخي! إن الدنيا غمها لا يفنى، وفرحها لا يدوم، وفكرها لا ينقضي، فاعمل لنفسك حتى تنجو، ولا تتوانى فتعطب، والسلام.