قال الحافظ أبو نعيم: ومنهم الإمام الرشيد الآخذ بالأصل الوتيد، المتمسك بالمنهج الحميد، نزل من العلوم بالمحل الرفيع، وتوصل إلى الأصول بالوسيط المنيع، اقتبس الآثار عن الأخيار، وأخذ الأعمال عن الأبرار، أكبر فوائده في الأقضية والأحكام، وأبلغ مواعظه في مراعاة الأبنية والأعلام، أبو إسماعيل حماد بن زيد.
وعن علي بن الحسن بن شقيق قال: قال عبد الله بن المبارك: أيها الطالب علماًَ ائت حماد بن زيد فاطلب العلم بحلم ثم قيده بقيد لا كثور وكجهم وكعمرو بن عبيد وعن خالد بن خداش قال: حماد بن زيد من عقلاء الناس، وذوي الألباب.
وعن أبي عاصم قال: مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيراً في هيبته ودله.
وأظنه قال: وسمته.
قال عبد الرحمن بن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.
وقال آخر: هو أجل أصحاب أيوب السختياني وأثبتهم.
وقال أحمد بن حنبل: حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد بن سلمة.
فـ حماد بن سلمة كان مشهوراً بالعبادة والشدة على أهل البدع، وكان واعظاً، وكان الناس يحسبون فيه الإخلاص في تعلمه وتعليمه، ولكن حماد بن زيد أثبت في الحديث.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أعلم من حماد بن زيد ومالك بن أنس وسفيان الثوري، وما رأيت أحداً أفقه منه، يعني: حماد بن زيد.
وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد قلت: أدبه كسرى وفقهه عمر.
وقال محمد بن سعد: حماد بن زيد يكنى أبا إسماعيل، وكان عثمانياً، يعني: كان يقدم عثمان على علي.
وكما قال بعض العلماء: من فضل علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار؛ لأن المهاجرين والأنصار أجمعوا على تقديم عثمان على علي.
وعن يحيى قال: حماد بن زيد أثبت من عبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب الثقفي وابن عيينة.
وعن عبيد الله بن الحسن قال: إنما هما الحمادان، فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت بالبصرة أفقه من حماد بن زيد.