هذا الملك ياسر ينعم عمرو بن العبد بن أبرهة بن الرائش. وسمي ياسر ينعم لأنه رد ملك حمير إليها بعد أنْ انتقل إلى سليمان بن داود عليه السلام وهو الذي أوصى له الهدهاد بالملك في عهد بلقيس وبعدها، فأجابته حمير وقدموه
قال أبي محمّد: لمّا ولى ياسر ينعم الملك، أقر بلقيس على ملكها بمأرب ولم يغير عليها شيئاً من أمرها. وكان ياسر ملكا عظيما، خرج من اليمن غازياً، فدوخ الشام وقبض أقواتها، وتوجه نحو المغرب لرؤيا رآها، حتى إذا بلغ وادي الرمال الذي يسيل - ولم يبلغه أحد من الملوك غيره - ويقال إنَّ اسم الوادي الرسيل، فلما انتهى إلى الوادي لم يجد مخرجاً ولا مجازاً، حتى كان يوم السبت. ويقال إنَّ ذلك الوادي لا يسكن إلاّ يوم السبت، فانه لا يجري ولا يتحرك. فلما رآه كذلك أمر رجلاً من أصحابه من أهل بيته يقال به عمرو بن زيد بن أبي يعفر أنْ يعبر بأصحابه، فلم يرجعوا. ويقال أنَّه لا يوجد خلف ذلك الوادي نبات ولا شيء من حيوان. فلما رأى ذلك ياسر ينعم أمر بصنم من نحاس فصنع ونصب على صخرة، ثم كتب على صدر ذلك الصنم كتاباً بالمسند وهو كتاب بالحميري أبياتا من شعره، وكلاماً قاله. أما الكلام: أنا الملك الحميري ياسر ينعم