قال أبو محمّد: قال وهب بن منبه الأنباري: لمّا مات سليمان أولى أمره في الخلق من بعده ابنه رحبعم بن سليمان بن داود عليهما السلام، وهو وصيه وخليفته
ملك رحبعم: فولى اليمن سنة؛ وأتاه رسول بني إسرائيل من بيت المقدس فقال له: إنَّ أهل الشام يرتدون بعد سليمان عن دين الله، واجتمعت إليه ملوك حمير فقال له القلمس أفعى نجران، يا خليفة رسول الله، أردت الشام، وأهله أهل بأس وفتنة، لا يعطون إلاّ عن أسر، فاجعل سيفك دليلا، وعزمك خليلا، وإنَّ الكفر صدأ بالقلوب، لا يحول بينها وبينه إلاّ الخوف، ولن تخيفهم إلاّ بعزم وصبر، والله المعين
قال رحبعم: لله بيت المقدس ينصرون الله وينصرهم، فخذوا أهبة الحرب وأعدوا
الجيوش حتى ياتسكم أمري، فإنَّ السنة محلة، ة العام جدب. فتربص كل قوم من جيوش حمير مكانهم، ومضى رحبعم إلى الشام يريد بيت المقدس واختار من يني إسرائل مائة رجل فسار بهم على مدائن الشام، فأجابوه على أمر الله، حمير بلغ إلى انطاكية، فتمردوا وقتلوه ومن معه من المؤمنين، وهم الذين اختارهم للمسير معه من بني إسرائيل. والقاتل لهم من بقايا القوم الجبارين من بني مارع بن كنعان بن حام بن نوح، وتجبر