ذكر الحجرين اللذين زبر الرائش عليهما سيره إلى بلاد الترك ووضعهما على باب المدينة

الرائش يخبره بما قتل وسبى وما احتوى من الأموال، فأمره أنْ يصل بكل ما معه، وأمره أنْ يزبر سيره على باب مدينة الترك على حجرين متقابلين شامخين. فكتب على أحدهما إنَّ الحارث الرائش ذا مراثد سيد الأوائل بلغ من الدنيا ما أمله، وبقي ينتظر أجله، فمتى يقض يمض. وتحته مكتوب ما نسخته:

يا جابيا أرض خراسان ... ملججا في أرض حران

فتحت أرض الهند مستأثرا ... بيعفر الأول والثاني

تتبع قرن الشمس إنْ أشرقت ... حتى بدا الضحى قاني

سافر على التبت مستعجلا ... مقتحما أرض سجستان

سينقض الرائش بعد الذي ... نال ويبقى الناس في شان

وعلى الأخرى أثبت في اجلاميد خبر المسير في البيد، أنْ الرائش الصنديد، سار وكان أول سائر، نحو المشرق في غزا يريد حوز المكاثر، بحمير الحنوف وشعبها الكثيف واسمها المخوف وتحته هذه الأبيات:

إلاّ أنْ الزمان أطلع أمري ... وسوف أطيعه كرها بقسر

ركبت الدهر أعواما عزيزا ... سيسأم طول هذا الدهر دهري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015