على حداثة سنه بشرفه وقدره وذكره، ولكني صارف ذلك بغير تقصير مني لمن صك من هؤلاء النفر. ثم أمر لكل واحد منهم بمائة من الإبل، وعشرة أعبد، وعشرة. .، وعشرة أرطال من التبر، وعشرة أرطال من الفضة، وكرش مملوء من عنبر، يأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك. ثم قال: ائتني بخبره وما يكون أمره سد رأس لحول، قال: فمات سير بن ذي يزن رحمه الله قبل إنَّ يحول، قال: فكان عبد المطلب يقول بعد ذلك: أيها الناس، لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك، فأنه إلى نفاد، ولكن ليغبطني بما يبقى في عقبي من بعدي شرفه وذكره، ومحاسنه وفخره. فإذا قيل له: ما ذلك؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين؛ وفي ذلك يقول أميه بن عبد شمس:
. . . . . المدح تحمله المطايا ... إلى أكوار أجمال ونوق
مغلغلة مرابقها تعالى ... إلى صنعاء من فج عميق
تؤم بنا أبن ذي يزن وتفرى ... ذوات بطونها أم الطريق
وترعى في مخايلها بروقاً ... توافقه الوميض إلى البروق
فلما وافقت صنعاء صارت ... إلى ذي الملك والحسب الوثيق
إلى ملك أدر لنا العطايا ... بحسن بشاشة الوجه الطليق
وكان في الوفد امية بن أبي الصلت الثقفي فقال فيه:
لا يطلب الثأر إلاّ كابن ذي يزن ... في البحر خيم للأعداء أحولا
أتى هرقلا وقد شالت نعامته ... فلم يجد النصر الذي سالا
ثم انثنى نحو كسرى بعد سابعة ... من السنين لقد أسرعت قلقالا