ذي مقار وهي خمس وخمسون سنة، وإنَّ لم يصح، فالذي ملك بعد تبع، ذو مقار. وقال وسئل عليّ عليه السلام عمن اجتمع له ملك الأرض كلها، فقال: ملك الأرض كلها أربعة: مؤمنان وكافران. فالمؤمنان سليمان بن داود، وذي القرنين، اسمه الصعب بن عبد الله بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر. والكافران: تبع والنمرود. ورواية عبد الله بن عباس بن أبن سلام تخالف
هذا الحديث في تبع، لأنه ذكر أنَّه رجل مؤمن، إلاّ أنْ يكون عليّ عليه السلام أراد تبع الأكبر.
وروي عن سفيان بن عيين عن ليث بن أبي سليم، عمن حدثه عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنَّه سئل عن ذي القرنين: ما ركب في مسيره يوم سار؟ فقال: خير بين ذلل السحاب وبين صعابه فاختار ذلله وهو الذي لا برق فيه.
فهؤلاء الأربعة المتفق عليهم بهذا الاسم، واختلف في أيهم المساح؟ والصحيح الذي جاءت به الشواهد في كتاب الله تعالى وفي أشعار العرب، وقد وقع الإجماع فيه، أنَّه من ولد قحطان بن هود عليه السلام، وإنما وقع الاختلاف في نسبه إلى حمير أو كهلان فيما تقدم من الروايات. والله أعلم بالحقيقة.
وقال نشوان:
والرائد الملك المتوج تبع ... ملك يرود الأرض كالمساح
فتح المدائن والمشارق وانتحى ... للصين في برية وبراح
فأذاق بعبر حتفه فدحى به ... في عقر لحد للمنية داحي