دَعَانِي الْقَيْدُ يَا حُرُّ ... أَلا يَثْنِيكَ ذَا الْقَهْرُ؟!
أَلَمْ تُوهِنْكَ ذِي الأَهْوَا ... لُ لَمْ يُوهِنْكَ ذَا الأَسْرُ؟!
فَكَمْ سَوْطٍ عَلَى الظَّهْرِ الْـ ... ـجَرِيحِ كَأَنَّهُ الْجَمْرُ!
وَكَمْ ضَيَّعْتَ فِي الأَسْرِ السْـ ... ـسِنِينَ وَهَا هِيَ الْعُمْرُ!
وَكَمْ يَوْمٍ يَمُرُّ وَقَدْ ... هَوَى مِنْ هُونِكَ الْقَطْرُ!
وَلَوْ كُنْتَ الدَّمِيعَ لَقَدْ ... جَرَى مِنْ دَمْعِكَ الْبَحْرُ!
وَكَمْ ظَمَأٍ وَجُوعٍ لَوْ ... لِجُمْلٍ مَا لَهَا صَبْرُ!
* * *
أَيَا قَيْدِي أَنَا الْحُرُّ ... فَإِنْ أَكُ ذَا فَمَا السِّرُّ؟
إِذَا لَمْ أَلْقَ أَهْوَالاً ... فَمَا عَبْدٌ وَمَا حُرُّ
فَيَلْقَى الْحُرُّ مَا يُرْدِي ... كَأَنْ مَا ضَرَّهُ ضُرُّ
وَعِنْدَ نَجَاتِهِ يَزْهُو ... كَمَلْكٍ نَالَهُ النَّصْرُ