قعيقعان، حلق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها إلى المحصب، فكأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب دائرة في دخوله وخروجه، بات صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذي طوى، ثم نهض إلى أعلى مكة فدخل منها، وفي خروجه إلى أسفل مكة، ثم رجع إلى المحصب.
وأما كدي مصغر بضم الكاف وفتح الدال وتشديد الياء فإنها لمن خرج من مكة إلى اليمن، وليست من هذين الطريقين في شيء.
قال: أخبرني بذلك كله أحمد بن عمر العذري، عن كل من لقي بمكة من أهل المعرفة بمواضعها، من أهل العلم بالأحاديث الواردة في ذلك.
قال المصنف: فائدة عزيزة ضابطة لما غلط فيه كثير.
قلت: وهذا الذي أنبأ به الحميدي من روايته، عن أبي محمد الظاهري معروف منقول عنه، والعذري إمام في النقل ومشاهدة الآثار وتتبعها.
وذو طوى أسفل مكة في صوب طريق العمرة ومسجد عائشة رضي الله عنها.
قلت: بقى على أبي عمرو بن الصلاح رحمه الله أن يبين لم سلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الطريق محلقا شبه دائرة؟ وذلك إذا تؤمل واضح فإنه لا يحصل التيامن في النزول والدخول إلى مكة والخروج عنها إلا كذلك فتأمله، والله أعلم.