اعطف وجد وارحم كئيبا مدنفا ... قد صرحت عواده بذهابه
قد قرح الدمع المصون جفونه ... وتبرحت أحشاؤه بمصابه
لا يستطيع تصبرا عن وصل من ... يفتر عن برد ومسك رضابه
أترى أرى الوجه الجميل ويشتفى ... قلبي المعنى من لذيذ عتابه
يا عاذلي دعني فلو عاينت ما ... عاينته من لفظه وخطابه
لعذرتني ونظرت حسنا بارعا ... ورأيت ألفاظا أتت بكتابه
هذا ابن نعمان الذي كل الورى ... يبغون علما نازلين ببابه
شمس لدين الله، حافظ علمه ... بر، تقي، زاد في آدابه
قطب الزمان، ومن علا فوق العلى ... صافي الأداة ففاز من يعنى به
يا واحدا في عصره وزمانه ... يا منعما في بعده وإيابه
بادرت تشريفا فزدت جلالة ... ورقيت عزا يا أجل صحابه
من رام مدحك فهو عنه عاجز ... ماذا يَقُولُ وأنت فوق جوابه
انتهت القصيدة وهي وإن كان في بعض أبياتها لطافة وحلاوة وعلى بعضها طلاوة فهي عديمة التلاؤم غير متناسقة الأبيات.
قلت: أَبُو عَبْد اللَّهِ بن النعمان هو الشيخ الإمام الصوفي العارف شمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بن موسى النعمان المزالي الفاسي، تجول في البلاد ونزل مصر، وكان معظما بها معروف الجلالة والمقدار، سمع من الهمداني، والصفراوي، وابن رواج، وابن الجميزي، وابن المقير، ومرتضى بن العفيف وغيرهم كثيرا، لم ندركه، توفي قبل وصولنا البلاد رَحِمَهُ اللَّهُ ونفعه، وله فضائل تذكر وكرامات تشهر،