والاعتناء، وكان ذلك بين يدي سفري ليوم أو ليومين، وسألته وينشدني شيئا من نظمه، فقال: ليس من الأدب أن أنشدك شيئا خاطبت به غيرك وسيرد عليك مني ما يخصك فأعجلني السفر ولم يقدر لي لقاؤه بعد.
وكان قد قَالَ لي على عادة البلاد: تسل أو تسأل؟ فقلت: كيف ترون، فقال لي: لقيت العلم اللورقي، فقال لي تسل أو تسأل؟ قَالَ فقلت له: سلوا عما، بدا لكم لئلا تقولوا مسائل بيتت، قَالَ: فذاكرته فلم ينصفني.
فقلت للشيخ علم الدين بن أبي إِسْحَاق، أبقاه الله، فسلوا أنتم، فقال: نسألك عن مسألة جرت اليوم في المجلس، وهي: ما إعراب قوله تعالى: {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14] فكالمته وذكرت ما حضرني، فما تعلق بما أورد علي وقال لا يصح حمل الآية الكريمة على ظاهرها لئلا يلزم منه أحد أمرين: إما نفي التنبئة، وإما نصب مثل، قَالَ: وإلى نصب مثل يؤدي تقدير المعربين لهذه الآية فإنهم يقدرونه: ولا ينبئك أحد مثل تنبئة الخبير، قَالَ: ومحمل الآية عندي أن التقدير والمعنى: لا مثل للخبير فينبئك هذه التنبئة، وأنها على المعروف من كلام العرب كقول الشاعر:
على لاحب لا يهتدى بمناره ... إذا ساقه العود النباطي جرجرا
أي لا منار له فيهتدي به: قلت والله المرشد: وتفصيل ما أجمله الشيخ يحتوي على تقرير وتحرير.