أخبرناه، أنا الشيخ الصالح المقري أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن عياش القرطبي نزيل مالقة معينا لما اشتمل على هذا القصيد، قَالَ، أنا أبو القاسم ابن الطيلسان، سماعا عليه، قَالَ، أنشدنا سماعا منه الفقيه الحاج الزاهد الورع الصوفي العابد أبو جعفر أحمد بن غالب البياني بالمسجد الجامع بقرطبة، قَالَ، أنشدنا الواعظ الحافظ أبو بكر الأطرابلسي، على منبره بحرم الله الشريف تجاه الكعبة المعظمة، سنة ثمان وثمانين وخمس مائة لنفسه، وقد سأله سائل: لم كان الطواف بالكعبة على الشمال، والسنة في العبادات التيمن؟ وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب التيمن في شأنه كله؟ فأنشد مجاوبا له بعد يوم:
إنما الكعبة في ضرب المثال ... كعروس جليت بين رجال
فاستحت منهم فغطت وجهها ... بأكف وخمار ودلال
وثياب كحل نورية ... دللوها فتناهت في الدلال
وادي إبراهيم كرسي لها ... ثم نصوا شخصها بين الجبال
تاجها ميزابها، إكليلها ... ما علاها من بهاء وجمال
زمزم خادمها زملها ... مشعل الحسن فتاهت في الكمال
وإذا طاف بها عاشقها ... ردها من فرح على الشمال
فيه سر ليكون قلبه ... أقرب الأشياء منها للوصال
هي أم الحج لا شك ولا ... ريب في الحج ولا فيه جدال
هي أم الخلق منها ولدوا ... وهي لا حمل لها ولا فصال