وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ وَالْحُرُوبِ»
انتهى الحديث وعليه رتب الإمام أبو الفرج الطبقات المذكورة التي انتهى بها إلى أربع عشرة طبقة آخرها على رأس سنة ستين وخمس مائة، ومات رَحِمَهُ اللَّهُ قبل انقضاء التي بعدها، ورتب لكل طبقة منها خمسة أسماء الخليفة والفقيه والمحدث والمقري والزاهد على هذا النظام، فالطبقة الأولى على رأس الأربعين من الهجرة، وقد كتبتها في ورقة غير هذه فالحقها من هناك إن شئت.
وقد روينا هذا الحديث من غير طريق المحب أعلى من المحب بدرجتين فكأني سمعته من الموصلي رواية عن ابن الجوزي، فساويت ابن أبي الصيف، وهو ما أخبرني به أبو الفرج عبد الرحمن بن أَحْمَدَ المقدسي سماعا عليه بصالحية دمشق، قَالَ: أنا أبو محمد عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن مندوبة قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأنا حاضر في الرابعة سنة عشر وست مائة، قَالَ: أنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي، قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أنا أبو الحسين ابن النقور، قَالَ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بن عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ داود بن الجراح، نا أَبُو الْقَاسِمِ البغوي، قَالَ، نا كامل بن طلحة، قَالَ، نا عباد بن عبد الصمد أبو معمر، قَالَ: نا أنس بن مالك، فذكره سواء حرفا بحرف غير أنه قَالَ: «إلى العشرين والمائة والستين والمائة» .