ملء العيبه (صفحة 211)

جلل أصابك والخطوب جسام ... فالقلب دام والدموع سجام

ومصيبة عظمت وخطب فادح ... ذهلت له الألباب والأفهام

أضحى به الإسلام منفصم العرى ... يجنى عليه برغمها ويضام

وشكت شريعة أحمد لمديلها ... جور الألى إذلالها قد ساموا

كسفت له الشمس المنيرة واغتدى ... وجه الصباح وقد علاه ظلام

لبست له الأيام ثوب كآبة ... فلحزنها حتى الممات دوام

ذهبت بشاشة كل عيش ناضر ... فعلى التهاني والسرور سلام

فالروض لا نضر ولا خضل الربى ... ما ماس فيه للغصون قوام

لم يسر فيه لنا النسيم معطرا ... والدوح ما غنى عليه حمام

وتعطلت سبل اللسان فلا هوى ... مستعذب فيه جوى وغرام

هجر الحبيب فلا وصال يرتجى ... منه ونقض وداده إبرام

وتقطعت ذمم المودة وانقضى ... زمن السرور كأنه أحلام

وغدا الزمان كما تراه وثغره ... لا ضاحك فرحا ولا بسام

يا ناصري الدين الحنيف أهكذا ... عنكم يجازى ديننا الإسلام

أسلمتموه إلى الصغار وأبتم ... والعار مقترن بكم والذام

خارت عزائمكم وشتت جمعكم ... وتقطعت ما بينكم أرحام

أين الحروب المتقى سطواتها ... منكم؟ وأين الكر والإقدام؟

أين الصواهل ضمرا؟ ... أين البواسل زؤرا والفارس المقدام؟

أين الصوارم شرعا؟ أين ... الذوابل رعفا؟ أين الفتى الهمام؟

أين الذي قد باع مهجة نفسه ... لله؟ فهو على الردى حوام؟

أين الكريم الخيم؟ أين أخو الوغى؟ ... أين الذين عن العدى ما حاموا؟

لا تضعفوا جبنا ولا تتهيبوا ... من شأنه الإذلال والإرغام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015