ملء العيبه (صفحة 208)

بمواهب جادت له بعوارف ... قد أشرقت أنوارها بأشعة

أضحى بعيدا عن حماه محجبا ... عن باب مولاه بكل تعلة

يا ويحه قد أوثقته حظوظه ... في حيث يطلق من وثاق الزلة

غلقت لديه رهونه بعلائق ... علقت به وجرائر قد جرت

بمقر أمن عينه سخنت به ... ولديه قرة كل عين قرت

فمسود بين الورى ومسود ... وجه النهى بصحائف مسودة

أيان يونس من صلاحك بعدما ... أشفيت لا تشفى هوى من علة

متقسم العزمات لست بمزمع ... ما فيه عائدة عليك بوصلة

ومتى ترجى منك يا متلون ... عتبى منيب أو إنابة مخبت

قد شبت غدرا بعد شيب غدائر ... لمم الخطا من بعد وخط اللمة

فدراك معترك المنون فقد أتت ... ودع المنى واهبب لأخذ الأهبة

وانظر لأمرك حيث أمرك منظر ... لابد من بعد الكرى من يقظة

وارفع إلى مولاك شكواك التي ... طالت بها نجواك أبعد شقة

واخضع له واضرع إليه وناده ... متنصلا مما جنيت بذلة

وأبسط له كف السؤال فإنه ... جم النوال ببسط ظل النعمة

واغسل ذنوبك بالدموع لعله ... أن يجتبيك من لدنه برحمة

نوحوا على من هذه أنحاؤه ... وابكوا ورثوه بأوجع ندبة

ومن نظمه رضي الله عنه وهو من جملة المجاز

بأستار بيت الله قم متمسكا ... وبالله عذ من ناره أن تمسكا

ولا تعتصم إلا بحبل اعتصامه ... فلا بسوى توفيقه لا تمسكا

ولذ بحماه فاستلم ثم فالتزم ... وعظم على التقوى شعائر ربكا

وجدد عهودا في معاهدها التي ... إلى من بها برح اشتياقك شفكا

معاهد للأرواح فيها معارف ... غذاك هواها إذ سقاك فعلكا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015